Return to site

نتفيلكس.. قصة تحوّل مشروع متعثر إلى تجربة رائدة

by : Eman Alabdulghani

eman@startupsmag.org

· entrepreneurs
broken image

إذا تعثر مشروعك بعد التأسيس.. تجربة نتفيلكس تقدم لك حلولًا عملية

قبل البدء في تأسيس مشروعك، يكون لديك الخيار والفرصة للتراجع، أو إعادة دراسة السوق للبحث عن فكرة أخرى تستطيع العمل عليها، وتطويرها، لكن بعد التأسيس والشروع فعليًا في شركتك الناشئة، تبدو الأمور أكثر صعوبة إذا واجهتك عوائق وصعوبات تقف أمامك أو تراكمت عليك المستحقات المادية مما يؤدي لتعثر المشروع بالكامل.

وقبل أن تشعر بالفشل أو الخذلان وتفكر في إنهاء الشركة أو تصفيتها، عليك قراءة هذه التجربة الملهمة لريد هاستينغز، مؤسس شركة نتلفيكس.

إمبراطورية نتفليكس، التي تعد واحدة من أعظم مشاريع الريادة الترفيهية تعثرت مرات ومرات، والمثير في الأمر أنها مازالت متعثرة حيث تتراكم عليها الديون منذ 2016 حتى بلغت 10 مليارات دولار هذا العام.

بدأت قصة نتفليكس في سنوات التسعينات، بعد أن استأجر ريد هاستينغز، مؤسس الشبكة، فيلمًا من متجر فيديو شهير، وفجأة لمعت في ذهنه فكرة مشروع يعتمد على تأجير أفلام الفيديو بشكل مريح وسلس، بدون الحاجة إلى الذهاب إلى المتجر للحصول على الشريط أو إعادته، وبالفعل افتتح "ريد" شركته لتأجير الأفلام عبر البريد داخل أمريكا عام 1997.

وحاول ريد تسهيل الأمور بتقليل الأسعار وتوفير تشكيلة كبيرة من الأفلام الرائجة وبأسعار أقل من المتاجر، ليجذب العملاء، لكن الأمور لم تسر كما يرغب، والمبيعات لم تصل إلى طموحه وتوقعاته بل كانت سيئة وغير مشجعة.

رغم هذه الظروف لم يتراجع عن إكمال مشروعه، وحاول "ريد" تحليل السوق والتغلب على المعوقات، وبالفعل وجد إستراتيجية مثالية، كانت في وقتها مجرد حل لمشكلة ريد، لكنها غيرت شكل بث المحتوى الترفيهي في العالم، حيث قرر ريد تقديم خدمة مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت باشتراك شهري، مع تجربة مجانية للشهر الأول، وكانت النتيجة مبهرة بكل المقاييس، لأن حوالي 80% من المشتركين جددوا اشتراكاتهم بعد أول شهر.

لكن الأمور لم تستقر بعد، حيث ظلت العقبات تلاحق ريد لأن مشاهدة الأفلام عبر الشبكة العنكبوتية تحتاج لمساحات ضخمة على سيرفر مستقر، وكان ذلك في ذلك الوقت نادر الحدوث وبأسعار باهظة، إلى جانب حقوق الملكية الفكرية للشركات المنتجة لهذه الأعمال التي يبثها عبر الإنترنت.

بحث ريد عن شريك للتمويل وبالفعل تلقى الدعم من أحد المستثمرين، وحل مشاكل نتفليكس مع شركات الإنتاج واستئجار السيرفرات، ووصل عدد المشتركين إلى 14 مليون مشترك في 2010، وحقق ريد مبيعات تقدر بملايين الدولارات، لكن لم يرغب ريد في أن يكون مشروعه مجرد شركة لبث المحتوى الذي تتحكم فيه مؤسسات الإنتاج، فاقتحمت نتفليكس عالم صناعة المحتوى عام 2011، وكانت البداية مع مسلسل House of Cards.

وبينما ظلت مؤسسات الإنتاج الكبيرة تعمل بالطرق المعتادة، أخذت نتفليكس تضخ مليارات الدولارت لصناعة محتوى أصلي مبهر وجذاب، وباتت الشركة توفر خدماتها في أكثر من 190 دولة حول العالم، بينما وصل عدد المشتركين إلى 137 مليون شخص في العام الماضي.

ومع صناعة المحتوى وجدت الشركة نفسها مجبرة على تحمل نفقات وأعباء مالية كبيرة والحصول على قروض لتغطية مصاريف الإنتاج، وربما كان أمامها فرصة للنجاة مع زيادة أعداد المشتركين أو زيادة الاشتراكات، لكن مع قرار شركات عملاقة مثل آبل وديزني الانضمام إلى عالم تقديم خدمات البث الحي والفيديو حسب الطلب، فقد أصبح عرش نتفليكس مهددًا بقوة من قبل منافسين أقوياء بجانب تراكم ديون تقدر بمليارات الدولارات على عاتق الشركة.

على مدار 22 عاما واجه فيها ريد عقبات متتالية وقد تبدو مستحيلة، لم يتراجع عن فكرته بل حلق بعيدًا وخرج عن المألوف، وبينما لم يتعامل عمالقة هوليوود بجدية مع أفكاره كان هو يغير مفهوم صناعة السينما والأفلام.

وحتى مع هذه المنافسة الشرسة التي تحدثنا عنها ووسط ازدياد الديون، لم يتنازل ريد عن أحلامه ومشروعه، ومازالت نتفليكس تصنع محتوى جديد، لأن مؤسس الشركة يعلم أنه فتح بابًا لم يطرقه أحد من قبله، وسيظل اسمه منقوشًا في التاريخ لذلك ظل صامدًا ليتحدى العقبات ويرفض فكرة التعثر، وحتى دخول منافسين جدد للسوق، الأمر الذي قد يقلل من شريحته المستهدفة أو عدد العملاء، لكنه لن يمحو الحقيقة المؤكدة أنه هو من غير شكل عالم الترفيه وخدمات البث الإلكتروني.

وبهذه العقلية عليك أنت أيضًا أن ترفض التعثر والفشل، وحتى إذا سقطت مرات وتراكمت عليك الديون لا تستسلم، بل حارب من أجل مشروعك لأن سمة رائد الأعمال الناجح هي التحدي والوصول إلى الهدف.. وتجربة نتفليكس ليست ببعيدة عنك.

ايمان العبدالغني

مؤسس منصة ستارت اب

eman@startupsmag.org

All Posts
×

Almost done…

We just sent you an email. Please click the link in the email to confirm your subscription!

OK