تواجه النساء احتمالات كبيرة جدا من فقدان الوظائف التي من المتوقع استبدالها بالبرامج التقنية والذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة، بالإضافة الى تحديات أكبر في مواجهة التغيير السريع لمتطلبات الاعمال حيث سيكون من الضروري تطوير واكتساب العديد من المهارات المطلوبة بشكل أساسي لتمثيل معظم الوظائف مستقبلا مثل: المعرفة التامة لتطبيقات الاعمال واستخداماتها،
التكنلوجيا الحديثة ومهارات التواصل التقني المتلازمة مع السرعة والمرونة لانجاز الاعمال والتفاوض بنجاح على تحولات سوق العمل.
لسوء الحظ فان المرأة في عالمنا العربي تواجه غالبًا حواجز هيكلية واجتماعية راسخة وواسعة الانتشار تعقيها من ممارسة وتطوير المهارات اللازمة في جميع مجالات الابتكار التكنلوجي مما جعل عملية التقدم نحو المساواة بين الجنسين في العمل بطيئًا جدا وخصوصا في المناصب القيادية ، وإذا نظرنا بشكل عميق الى الأسباب نجدها مختلفة من دولة الى أخرى على حسب وضعها الاقتصادي ومخرجات التعليم ناهيك عن الاوضاع السياسية في المنطقة العربية وتأثيرها الكبير على وضع المرأة الراهن ، ولكني اذكر أهم الاسباب في الاقتصادات الناشئة والتي يعاني منها الجنسين على حد سواء من عزوف للتوجه نحو البرامج التكنلوجية: عدم مواكبة المناهج التعليمية لتطورات التكنلوجيا الحديثة و انعدام المناهج في تحفيز الابتكار، والتحول التقني، والذكاء الاصطناعي مما عمق الفجوة بين الشباب والحكومات التي باتت متأخرة جدا عن العالم المتقدم في التحول الى برامج الاتمته والتكنلوجيا الحديثة بالإضافة الي فساد بعض الأنظمة التي تراجعت عن دعم الشباب والاستثمار في استقطاب ودعم برامج علوم الابتكار التكنلوجي بشكل عام.
رغم كل هذه التحديات التي تعيشها المرأة في عالمنا العربي المليء بالتصعيد والتوتر، يمكننا القول بان التكنولوجيا اليوم مكنت العديد من النساء بالعمل بشكل مستقل في عصر التحول التقني. فقد وفرت هذه المنصات الرقمية فرصا وطرق عمل جديدة أكثر مرونة من السابق وساعدت على سهولة العمل من أي مكان بتكاليف قليلة وسهولة تامة للوصول الي شرائح العملاء بفضل نمو وتطور التسويق التكنلوجي الحديث . وفتحت فرصا وآفاقا اقتصادية جديدة وتحالفات لدعم الاعمال في المنصات التقنية على سبيل المثال، تنمو منصات العمل الرقمية بشكل أسرع بالنسبة للنساء في مجال الخدمات وتجارة التجزئة مما ساعد على تحول الكثير من النساء العربيات إلى رواد أعمال في التجارة الإلكترونية الا انها مازالت تعاني من تأثيرات المجتمع الذكوري العربي الذي يهمش قدرات المرأة في معظم الاحيان .
!علينا التفكير جديا لتشجيع النساء على ان يكونوا أكثر انخراطًا في التكنولوجيا
نتطلع الى مشاركة القطاع الخاص والحكومي بشكل أكبر في دعم مشاريع النساء التقنية وتنمية مهاراتهم عبر خلق المزيد من فرص التعليم والابتعاث في مجالات وبرامج الذكاء الاصطناعي والتحول التقني، لتطوير المهارات اللازمة لمواجهة مستقبل الاعمال التكنلوجي المتسارع